مع تجاوز الحرب عامها العاشر في سورية، وتدني الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار بات المواطن السوري يلجأ للعمل الحر بهدف تأمين مسلتزماته.
حيث لا تتناسب الأجور المُعاطاة من قبل أرباب العمل للموظفين، سواء كانوا يعملون لصالح القطاع الخاص أو العام.
وذلك تباعاُ لموجات الغلاء التي مرت بها البلاد على خلفية تطبيق حصار اقتصادي خانق بذريعة العقوبات الاقتصادية الجائرة على سورية.
وللأسف أنه بات العمل في المهن الحرة ذو مردود مادي أكبر بكثير ، فحتى لو كنت تملك شهادة جامعية في سورية فهذا لا يحصنك من الاقتراب من خط الفقر.
فمثلاُ و بمقارنة سريعة بين طبيب، وصاحبة صالون حلاقة عادية، بلاشك وبلا جدال فإن المردود المادي الذي تجنيه في صالون الحلاقة أكبر بكثير من مردود الطبيب.
وفي لقاء مع أحد حلاقات الشعر والتي تملك أحد الصالونات في منطقة شعبية قالت: أنا أم لولدين واستطيع الصرف عليهما من مردود هذا الصالون وقد بلغت مهارتي في هذا المجال أكثر من 11 سنة وقد بدأت عاملة في أحد الصالونات والآن أنا ادير صالوناً كاملاً بنفسي.
وتتابع إن جني المال من هذه المهنة ليس بالأمر السهل وذلك لأن العمل بمجال التجميل والشعر هو في تطور دائم وبحاجة لمواكبة الأحدث دائما وانا أعمل على هذا الأمر عبر الانتساب الدائم لدورات تعليمية يتم فيها تعليم أحدث القصات والألوان الخاصة بالمكياج.
وتقول إن العمل يومياً لا يقل عن ال 14 ساعة لكثرة الزبائن ، إلا أنها اضطرت في السنوات الأخيرة لرفع الأجور للضعفين وذلك لأن الاعتماد الأكبر في العمل يتم عبر أدوات كهربائية وتحتاج للكهرباء وفي الاوضاع التي تمر بها البلاد لا يمكن العمل بهذه الأدوات الا 4 ساعات فقط ان كان القطع في اوقات نظامية دون خلل.
ولهذا السبب نعتمد على المولدات الكهربائية وهذا يفرض طلب أجور أعلى من العادية بقليل، وقد رفضت التصريح عن مبلغ محدد تجنيه من العمل في الصالون وقالت سأكتفب بقول أن الأجرة تكفيني لتربية أبنائي وتعليمهم وتأمين مسلتزماتهم صيفاً وشتاءً
وعلى النقيض من ذلك ، تذكر أحد الصفحات الطبية أن طبيباً في كلية الطب يضطر للعمل في أحد صالات الـ بلايستيشن لَيلاً.
حيث انتقد كاتبوا المنشور الحالة التي يعيش فيها الطبيب في سورية والذي من المفترض ان يؤمن له كل المسلتزمات لاكمال تعليمه الجامعي.
وهذا الحال يعمم أيضا على الكثير من الطلاب الجامعيين ، وحتى طلاب المدارس، أيضاُ باتوا بحاجة العمل أكثر من التعليم.
وعرض حالات من قبيل هذا لاتنته إنما يبقى السؤال برسم المعنيين هل بات العمل أهم من التعليم في بلادنا ؟
تابعونا على فيسبوك
وهل من العدل أن يفوق مردود المهن الحرة مردود المهن التي لا تمارس الا بحملة الشهادة الجامعية بفارق كبير يتجاوز الخمسة أضعاف ؟
وهل من المنطقي أن يداوم طلاب المدارس صباحاً في المدرسة ومساءً في العمل؟
تابعونا على تلغرام
شاهد أيضاً : الرئيس الأسد عن محاربة الاحتكار: ليس هنالك أي اسم محمي.