أطلقت المؤسسة العامة للسينما الفيلم السينمائي الروائي الطويل بعنوان “الإفطار الأخير”، تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد، في عرض خاص ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية، في قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون، مساء أمس الأربعاء، بحضور عدد من الفنانين.
تدور أحداث الفيلم “الذي يتصدر بطولته الفنان عبد المنعم عمايري، بشخصية “سامي”، وزوجته بالفيلم الفنانة كندة حنا بدور “رندة”، حول إفطار أخير جمع الزوجين، كانت “حنا” قد أحست أنه الأخير لكثرة القذائف في ذلك اليوم، وفق ما عبرت. فتقربت رندة من زوجه أكثر وقدمت له ما “لذ وطاب” من الطعام، وكان ختام المشهد بينهما “بقبلةٍ” طويلة من “الفم”، كوداعٍ أخير عن مفارقتها زوجها سامي من عالم الدنيا، بعدما سقطت قذيفة هاوون وهي تجهز طعام الغداء في المطبخ.
تابعونا على فيسبوك
سامي خياط المسؤولين، هكذا يُكنى بين جيرانه في الحي الذي يعمل به، حيث يعمل في تفصيل البدلات الرسمية للمسؤولين، ويبادر لإيصاله لهم إلى مكاتبهم. لم يستطع عيش تفاصيل الحزن على زوجته، ولم يدرك ما حصل، كون أحد المسؤولين، طلبه مباشرةً بعد الدفن، لحياكة بدلة رسمية.
تابعونا على تلغرام
وصية رندة لزوجها سامي قبل وفاتها، أن يتزوج بعدها فتاة لا يحبها بطبيعته، بعد إلحاحها الطويل عليه، طالبته بالزواج من “جمانة”، التي جسدت الشخصية الفنانة راما عيسى.
“لم يتخلص “سامي” من “رندة” في تفاصيل حياته بعد وفاتها، إذ لاحقته في كل مكان، وهي تطالبه “تواصل مع جمانة، تقرب منها وتزوجها”. ما دفع سامي للتواصل مع جمانة وبعد عدة لقاءات تزوجها، ليجمعهما أيضاً إفطارٍ أخير، بعد أول يوم زواج.
سامي في طريقه لعمله بسيارته الخاصة، التي كانت مفخخة، لقى حتفه، ليلتحق بزوجته رندة التي كانت تنتظره، على الفطور في عالم الآخرة، مع تخلل المشهد للتفاصيل الرومانسية، وقبلة طويلة من الفم مرة أخرى”.
تابعونا على تويتر
في حديثٍ خاص لمراسل “سيريا سكوب”، عبرت الفنانة القديرة، “نادين” عن إعجابها بالفيلم، واللغة البصرية التي عمل عليها المخرج “عبد اللطيف عبد الحميد”، مؤكدةً عراقة وتاريخ المخرج عبد الحميد، في عالم الإنتاج الأفلام السينمائية.
وفي معرض سؤالنا عن رأيها بالمشاهد التي تخللها التفاصيل الحميمية “التقبيل”، قالت: ” هذا الشيء طبيعي كونه موجود في الحقيقة والواقع، وتطرق المخرج لهذه التفاصيل، له مبرره الدرامي، بمعنى أن “الموضوع يتطلب ذلك”.
تابعونا على انستغرام
المخرج “عبد الحميد” الذي تعافى من وعكة صحية مؤخرا توجه بصوت متعب من خلال كلمته قبل عرض الفيلم بالشكر لكل كادر العمل وقال:”سعيد أنني بينكم اليوم في العرض الخاص لفيلم الإفطار الأخير بعد أن تأخر بسبب جائحة كورونا” مستذكرا زوجته الراحلة رايسا عبد الحميد التي كانت شريكة في صناعة الفيلم في اختصاص تصميم الأزياء.
وقال مراد شاهين المدير العام للمؤسسة العامة للسينما في كلمة افتتاحية قبل عرض الفيلم، “إن تواجد السينما في احتفالية أيام الثقافة السورية يعبر مدى أهمية الفن السابع في صياغة مشهد ثقافي قريب من الناس ومنها أفلام المخرج عبد الحميد التي تشكل حالة سينمائية سورية فريدة تحمل سحرا يبقى في نفوس من يتابعها حتى صارت جزء من ذاكرة السينما السورية.”
الفيلم الذي نال جائزة أفضل سيناريو في مهرجان الاسكندرية السينمائي بدورته 37 مؤخراً شارك في بطولته كل من الفنانين كرم الشعراني وراما عيسى و يوسف مقبل وبيدروس برصوميان و محمد خاوندي و ماجد عيسى و عبد السلام غيبور وضيوف الشرف محسن غازي وناصر وردياني ومحمد شما.