صحيفة الأخبار اللبنانية
بعد إعلانه، مطلع العام الحالي، من العراق، أن العمل بمشروع الربط السككي ما بين الأخير وسوريا وإيران سيبدأ قريباً، بحث وزير الطرق وبناء المدن الإيراني، رستم قاسمي، مع نظيره السوري، زهير خزيم، قبل أيام، تفاصيل هذا المشروع، الذي تبدي دمشق حماسة كبيرة له، كونه سيعود عليها بفوائد اقتصادية كبيرة، وفق ما يؤكد خزيم لـ«الأخبار»
من جهته، يلفت مدير الخطوط الحديدية السورية، نجيب فارس، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «المشروع كان قد بدأ العمل عليه في الأراضي السورية قبل الحرب، إلّا أن الظروف التي مرّت بها البلاد أوقفت العمل به، بعد أن كانت دمشق قد مدّت حوالى 38 كم من السكك الحديدية من دير الزور باتجاه البوكمال». ومع التوقيع على محضر الاتفاق في نيسان 2019 بين الدول الثلاث، عاد الحديث عن المشروع الذي أشارت التقديرات الأوّلية إلى أنه سيتيح نقْل 20 مليون طنّ من المواد، قابلة للزيادة خلال السنوات الأولى من التشغيل، مع إمكانية تطويره مستقبلاً ليشمل شقّ طرقات سريعة وتحسين ظروف تجارة الترانزيت.
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن الخطّ الذي سيمرّ في سوريا، سيكون ممتدّاً من المرافئ السورية على البحر المتوسّط في اللاذقية وطرطوس، نحو مناجم الفوسفات في حمص أولاً، ومنها إلى مدينة البوكمال بشكل مباشر. ولا تواجه الحكومة السورية صعوبات كبرى في هذا المسار لناحية وقوع الأراضي المذكورة تحت سيطرتها (خلافاً لما هو الحال في المسار الثاني الذي كان مقترَحاً، حيث يتّجه الخطّ من دير الزور إلى البوكمال، من خلال المرور بمناطق تقع حالياً تحت سيطرة «قوات سورية الديموقراطية»)، فضلاً عن أن البنية التحتية للمشروع قائمة هناك منذ ما قبل الحرب، ولذا، فإن البحث حالياً يدور حول حجم الأضرار التي لحقت بالجسور والمحطّات التي أنشئت من أجل تشييد الخطّ، تمهيداً لإصلاحها، علماً أنه لم يتمّ، إلى الآن، التوافق على موعد محدّد من أجل بدء ذلك، بحسب معلومات «الأخبار». كما يتناول البحث الكلفة التقديرية اللازمة لإنجاز العمل.
يُذكر أن المشروع الذي أعادت إيران طرحه في عام 2019، يقوم على الربط ما بين مدينة شلمجة الإيرانية على الحدود مع العراق، وميناء البصرة العراقي، وصولاً إلى الموانئ السورية. وقد أنجزت سوريا قبيل الحرب، وفق المعلومات، أكثر من 95% من حصّتها من السكك الخاصّة بهذا المشروع، فيما لم تتجاوز المسافة المنجَزة في العراق آنذاك الكيلومترَين. واليوم، يتجدّد الحديث عن خطوات عملية للتسريع بإنجاز خطّة الربط، التي تستهدف إيجاد بدائل برّية من المنافذ البحرية التي يسيطر عليها الأميركيون، وسط آمال سورية كبيرة مُعلّقة عليها.