بقلم : فاطمة صندوق
تستميت “قسد” المتمردة – المدعومة من أمريكا – لفرض كامل سيطرتها على كامل الشمال السوري، وإخضاع كل من يقوم بها لسلطانها.
إلا أن القبائل العربية في الشمال السوري والذين يشكلون النسبة الأكبر من السكان هناك فإنهم يقفون كالشوكة في الحلق.
ويحاولون جاهدين إحباط المخطط القسدي – الأمريكي في سورية، وهذا ما يفسر استشراس “قسد” في ارتكاب الجرائم الإنسانية بحق أبناء العشائر.
اذ يواجه شيوخ ووجهاء العشائر في مناطق سيطرة “قسد” استهداف ممنهج من قبل عناصر الميليشيا، إلا أن “قسد” تظهر عبر منابرها الإعلامية الخاصة بها وتقوم في كل مرة باتهام العناصر المجهولين أو خلايا تنظيم “داعش” على أنها قامت بهذه الجريمة.
وحسب المتعارف عليه أن هذه القبال العربية تشغل 95 % من عدد السكان وتتوزع في الجهة الشمالية الشرقية من سورية وهي بالتفصيل وحسب المحافظات :
محافظة الحسكة تعيش فيها قبائل البقارة و الجبور وطي و نعيم وشمر وحرب.
وفي محافظة دير الزور تعيش قبائل المكيدات والبقارة .
وفي محافظة الرقة تعيش قبائل البو شعبان والفدعان (عنزة) والنعيم والمجادمة و جيس (قيس).
في هذا المثلت الشمالي السوري تخالط معه عدد من القبائل الكردية مثل: الكوجر -الهفيركة- الأشيتية- الكيكية (الكيكان) البهدينية-مليّة الباشات – مليّة الخضر – البرازية – الميران – الملان – والرشوان – وقبيلة الشيخان التي تعد أكبر القبائل بين القبائل الكردية السابقة.
بعد هذا السرد السريع للتصنيف المتواجد في الشمال السوري يأتي رأي غربي “محايد” يرى الحق للطرفين في إثبات وجوده نافياً الأصول العرقية والتاريخ والجذور العربية للقبائل العربية التي من حقها التواجد وفرض سلطتها بالكامل.
وخصوصاً أن هذه القبائل العربية تشكل بتواجدها ركناً مركزياً يذكر المكون الكردي أنه لا يزال يعيش في ظل حكومة عربية، وأن الجهود الرامية للانفصال والبعد كما فشلت سابقاً ستفشل حالياً حتى ولو كان الدعم الأمريكي المقدم كبير.
هذا المكون الانفصالي ليس إلا أداة بيد المحتل الأمريكي، و لو كانت الإدارة الأمريكية تحترم الديمقراطية وهمها الوحيد دعم الأقليات العرقية والقوميات الأخرى في الشرق كانت وفرت جزء من هذا الدعم لقيامة هذا الكيان الانفصالي دولته في العراق مثلاً.
إلا أن أمريكا دعمت الانفصاليين الأكراد ووظفتهم كحرس عندها لحراسة أبار النفط السوري، الذي هو الهدف الرئيس لواشنطن في الشرق.
القبائل العربية وعلى قوتها وتمسكها بالأرض السورية وبعد تكرار الاغتيالات بحقها وبعد الغليان الشعبي الكبير هناك، والذي يترجم بالتظاهر السلمي على الأرض رفضاً لهذا الأسلوب الذي تبديه “قسد”، قامت القبائل العربية بدعم وتأسيس المقاومة الشعبية، التي تتوزع في المناطق التي تتواجد فيها القبائل بهدف حمايتها من هجمات “قسد” ومواجهتها وردعها ولجمها قد الإمكان.
وتبقى هذه المقاومة الشعبية بحاجة للدعم اللوجستي لتتمكن من المواجهة بشكل فعلي، حيث لا تزال أدواتها بدائية مقارنة مع المعدات الأمريكية التي تملكها “قسد”
الميليشيات المسلحة القسدية تشعل عدة جبهات معادية لها، ماذا لو اتحدت هذه الجبهات تحت ائتلاف معين فلن يبقى لـ”قسد” جبهة قادرة على استعاد كرامتها.
حيث تواجه “قسد” بالاضافة إلى القبائل العربية تواجه العدو التركي الذي لا يتوانى أبداً باتخاذ قرار يمحي ويبيد “قسد” كما تواجه قسد أعدائها من تنـظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
آن الأوان لأن تصحى “قسد” وإلا نجح المحتل الأمريكي بجرها إلى فخ الانتحار